
كثيرة هي الضغوطات والمشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليومية وتحاصرنا من كل جانب..قليلة وسائل الترفيه والترويح عن النفس التي تلزمنا حتى لا نصل لمرحلة الاحتراق النفسي والضغط والتوتر والقلق والاكتئاب، فما العمل إذا؟، نستعرض في هذا المقال على سبيل المثال لا الحصر وسائل بسيطة وغير مكلفة ويستطيع كل شخص من خلالها أن يحصل على متعته الخاصة وينعم بالراحة النفسية التي هي أساس لصحة بدنه وعقله حتى يستطيع مواجهة مصاعب الحياة ومتاعبها المتعلقة بالعمل وعدم العمل أحيانا، المرض الأسرة والهموم اليومية الخ، وعندما أقول بسيطة لأنها كذلك فعلا، فهي قد تتوفر في كل بيت، غير مكلفة لأن البعض يربط بين الترفيه وبين الرحلات باهظة التكاليف أو الأكل في مطاعم فاخرة وما إلى ذلك الأمور التي لا يملكها إلا الأغنياء بنظرهم، وسترون معي أن كل فرد منا قادرٌ على أن يقوم ببعضها إن لم يكن كلها، فلا مجال إذا للكلل أو الملل.
1- غذي روحك: فكما أن الجسد يحتاج طاقة لمواصلة النشاط والحركة، فإن الروح تحتاج لتجديد نشاطها عبر ما خلقت لأجله، فعبادة الله تعالى أسمى ما يمكن أن نقدمه كنصيحة لراحة النفس والسلام الداخلي والوئام، وبين "أرحنا بها يا بلال" و "إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة" يتجلى المنهج النبوي في كيفية التعامل مع الضغوط ومواجهة مصاعب الحياة، وتلاوة كتاب الله خير معين على ذلك.
2- امشي!، ممارسة الرياضة بشكل عام فيها فوائد جمة، والمشي تحديدا دائما ما تطالعنا الأبحاث والأخبار عن فوائده وتأثيره الإيجابي على صحة الإنسان، عدا عن كونه يجلب السعادة، فعندما تمشي، وتشاهد الناس من حولك وتلفح وجهك نسمات الهواء، ويسري الدم في عروق جسدك، تشعر بأن الحياة تدب فيك، وتدرك قيمتها، ويمنحك ذلك مساحة واسعة للتفكير الإيجابي دون قيود.
3- القهوة وقطعة من الشوكولاته، وليعذرني البعض لتحيزي للقهوة رغم أن للشاي فوائد عديدة أيضا، إلا أنني جمعت بين القهوة والشوكولاته لما لهما من تأثير "محبب" على مزاج الإنسان وشعوره بالسعادة، وهذا كفيل أن يجعل القهوة المشروب المفضل عند ملايين الناس صباحا.
4- فصل الشتاء، فصل محبب لدى الكثيرين وأنا منهم، لأنه بالنسبة لنا فرصة للجلسات الأسرية الدافئة، فكيف إذا اقترنت بمشاهدة برنامج مفضل، أو مطالعة كتاب ما وسرد فوائده، ولما لا يكون أيضا حديث عن أبرز المشاكل والهموم وكيفية مواجهتها وعلاجها، هذا ما ينبغي أن تكون عليه جلساتنا الأسرية في كل يوم مع أسرنا الصغيرة والكبيرة، فضلا عن الألعاب المفضلة والمزاح والنكت، أضمن لكم أن هذه الجلسات علاج سحري للاكتئاب الذي يربطه البعض بهذه الأجواء.
5- في الأجواء الربيعية والأيام المشمسة، رحلة بسيطة وغير متكلفة، مع الأسرة أو الأصدقاء، والتنزه في أحضان الطبيعة، وسيلة ناجعة للترويح عن النفس وإضفاء المتعة والسرور على الحاضرين، ومن ذلك أيضا تأمل المطر وبديع صنع الله في خلقه.
6- لا تملك سيارة، أو لا تحب الخروج من المنزل، فليكن منزلك هو نقطة ارتكازك التي تعتمد عليها في استقرارك النفسي وسعادتك، تغيير الديكور، ابتكار بعض النشاطات المنزلية المحببة، استثمار الشرفة الاستثمار الأمثل..وسطح المنزل أيضا، سقي النباتات وتربية الحيوانات الأليفة، يالها من وسائل بسيطة حقا ولا تكلفك سوى بعض الاهتمام دون الخروج من منزلك.
7- مداعبة الأطفال وملاعبتهم، بل وكن طفلا مثلهم، واقتنص لحظات من عمرك ربما ضيعتها سابقا، وقد واتتك الفرصة الآن لإعادتها من جديد مع أطفالك أو أطفال أقاربك.
8- ممارسة الهوايات المحببة، كالقراءة مثلا والرسم والتصوير، فما أجمل أن ينغمس الإنسان في عمل ما يحبه.
9- قلنا في أول المقال أن هدفنا هو الترويح عن النفس والهروب من ضغوط العمل، لكن ما المانع أن يكون مكان العمل نفسه مكانا للتحفيز والترفيه، وأن تعتبره شيء تقوم به ليس مجبرا ومرغما عليه، بل ليجعلك شخصا أفضل، وتصل من خلاله إلى طموحاتك وتحقيق أحلامك، هذه النقطة أتركها لأفكارك وإبداعك، فكل عمل له خصوصيته، وأنت وحدك القادر على رؤية ما فيه من كنوز، وتطوعه كما تحب.
10- عاشرة أخيرة، تحدث مع نفسك بشكل إيجابي، وأقنع نفسك بأن غدا أفضل، وحسّن ظنك بربك، فهو القادر على أن يبدل حالك إلى أحسن حال.
يسرنا ترك ملاحظاتكم وتعليقاتكم على هذه المقالة، مع وضع الاسم ورابط للتواصل معكم في حالة الرغبة برد، أو التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.