فايروس كوفيد covid-19 والمعروف باسم كورونا (coronavirus)، أقعد العالم بعد أن أقامه، وذهب ضحيته آلاف القتلى ومئات آلاف المرضى وجزء منهم حالته حرجة، عدا عن تغيير شامل في طبيعة العالم الذي كنا نعرفه، والخسائر الاقتصادية الضخمة جراء ذلك، منع سفر..حظر تجول..إغلاق تام للمحلات والجامعات والمدارس في كثير من الدول، فهل كان نعمة أم نقمة، نحن بوصفنا مسلمين نؤمن أن أمر المؤمن كله له خير كما أوصانا رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم، وقد يكمن الخير في الشر، ومن أهم الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من أزمة هذا الفايروس العالمية والنعم التي كنا في غفلة عنها ما يلي:
صلاة الجماعة التي حرم منها الجميع الآن، أتحدث هنا عن الأردن ودول أخرى منعت صلاة الجمعة والجماعة وعلقتها لأجل غير مسمى، بعد أن حرم منها الكثيرون سابقا برغبة منهم واختيار، وفي هذا درس عظيم ينبغي علينا جميعا الالتفات له بعد انتهاء حظر التجول وإنهاء قرار إغلاق المساجد.
نعمة الطعام، الذي كنا نراه أكواما في النفايات، واليوم يتهافت الناس لشراء كيس خبز ويتقاتلون على ذلك ولا يجدونه، فسبحان مغير الأحوال.
إفساد الإنسان للبيئة من حوله، وقد تعافت جزئيا بحسب دراسات كثيرة أكدت انخفاض الانبعاثات في عدة دول، وفي الأردن بسبب حظر التجول الهواء نقي كما لم نعهده من قبل، والأجواء صافية، والعصافير طوال اليوم مغردة ولم نكن نعهدها كذلك سابقا، وقد رأيت في مقالة منشورة على موقع الجزيرة تجدونها بالنقر هنا أن عدد الأشخاص الذي نجوا من الموت بسبب انخفاض نسبة التلوث خلال أزمة كورونا كان أكثر من نسبة الأشخاص الذين ماتوا بالفايروس.
نمط الحياة الذي تغير بسبب حظر التجول ومنع السفر الخ، وتغير معه نمط استهلاكنا وقضاء الوقت بالنسبة لكثيرين، فهذه فرص عظيمة ووقت متاح في ظل تعطيل العمل والدراسة، فرصة عظيمة لتعلم مهارة جديدة أو قضاء وقت أكبر مع العائلة، والالتفات لجوانب لم نكن لنلتفت إليها لولا هذه الأزمة.
لعل فايروس كورونا يكون سببا في رحمة الصينيين للحيوانات التي يتم قتلها بأبشع الطرق وأكل كل ما يدب على الأرض منها أو يطير في الهواء، خفافيش حشرات كلاب وما إلى ذلك، هذا درس عظيم للبشرية إن لم تتعلم منه فأنا على يقين أن القادم سيكون أشد وأنكى.
يسرنا ترك ملاحظاتكم وتعليقاتكم على هذه المقالة، مع وضع الاسم ورابط للتواصل معكم في حالة الرغبة برد، أو التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.