عند تمام الساعة صباحا من يوم السبت الماضي 21/03/2020، أطلقت صفارات الإنذار في جميع مناطق المملكة، في مشهد لم يعتده الأردنيون، لا لحرب أو عدو هجم علينا من خارج الحدود، بل لعدو تغلغل إلى الداخل، إنه فايروس كورونا، الذي غير وجه العالم أجمع، وفرض إجراءات جديدة في الأردن، منها إغلاق الحدود ومنع التجول والحظر الكامل وتعطيل مظاهر الحياة العامة للحد من انتشاره، واليوم الأربعاء 25/03/2020 وبعد كل هذه الإجراءات وصل عدد الحالات إلى 153 حالة.
وبعد أن أطلقت صفارات الأنذار في ذلك اليوم، سرى حظر التجول فعليا، وأصبح كل رجل أمن أو من الجيش العربي مكلفا بالقبض على أي شخص خارج منزله إن لم يكن معه تصريح، وقد قبض في اليوم الأول على عدد من المخالفين، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات لمطاردات وإلقاء للقبض على بعض هؤلاء المخالفين.
كان الوقت يمضي ببطء شديد، حيث أن الناس لم تتعود بعد على الحظر، وسط مخاوف من عدم القدرة على تأمين الحاجات الأساسية والخبز لاحقا، رغم أن الأسواق شهدت حتى فجر السبت قبل الحظر بساعات حركة تجارية مكثفة جدا وازدحام وتهافت غير مسبوق للناس على شراء كل ما يمكن تخزينه، ربما زاد من أرباح التجار وأصحاب المحلات والمولات آلافا مؤلفة، في غير موعد معتاد، فعادة ما تكون هذه الحركة التجارية في رمضان والأعياد.
أمضى معظم الناس وقتهم في يوم السبت الفريد، بين منهك متعب فضّل النوم بعد طول عناء وجولات تسوق في الليلة الماضية، وبين من نام مبكرا واستيقظ صباحا لسماع صفارات الإنذار، وشهدت سرعة الإنترنت بطئا غير معهود بسبب الضغط الكبير الذي لم تشهده شركات الاتصال في الأردن سابقا، إذ أن كل الناس في المنزل، والتجهيزات والمعدات ربما لم تكن معدة لتحمل مثل هذا الضغط، عدا عن أن الطلاب أصبحوا يدرسون عن بعد عبر موقع أطلقته وزارة التربية والتعليم (درسك) وقنوات تلفزيونية.
يسرنا ترك ملاحظاتكم وتعليقاتكم على هذه المقالة، مع وضع الاسم ورابط للتواصل معكم في حالة الرغبة برد، أو التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.